أكاديمية المجتمع الديمقراطي

الهجرة _ خزنة عيسى أحمد

0 1٬100

الهجرة

أكاديمية المجتمع الديمقراطي هي حركة تنخرط بقوة فكرية ضمن المجتمع وفئات المجتمع، ونحن في أكاديمية المجتمع الديمقراطي نود أن نسلط الضوء على موضوع هام ومثير للجدل، وهو موضوع الهجرة، فتاريخ البشرية مليء بالهجرة، فقد كانت الأمم تتحرك وتنتقل من منطقة إلى أخرى بحثاَ عن فرص أفضل وحياة أفضل، وتعد الهجرة ظاهرة اجتماعية وثقافية واقتصادية تطال جميع أنحاء العالم، حيث يعتبر البعض الهجرة فرصة للنمو والتطور وتبادل الثقافات والأفكار، بينما ينظر إليها آخرون على أنها تهديد للثقافة الأصلية والهوية الوطنية وتتسم الهجرة بتنوعها وتعدد أسبابها، فهناك هجرة اقتصادية تدفعها الحاجة لفرص عمل أفضل، أو لعدم وجود فرص عمل في المنطقة، أو ابحث عن ظروف اقتصادية أفضل، وهناك هجرة سياسية تدفعها الحروب والنزاعات والاضطهاد، ولا ننسى الهجرة البيئية التي تتسبب فيها الكوارث الطبيعية، وتغيرات المناخ تؤثر الهجرة على البلدان المستقبلة بطرق متعددة، حيث يمكن أن تسهم في التنمية الاقتصادية، والثقافية وتحقيق التعايش السلمي بين الثقافات المختلفة، ومع ذلك، قد تواجه تحديات مثل التكيف مع الثقافات الجديدة وتوفير الخدمات الأساسية للمهاجرين، من الضروري أن نفهم أن الهجرة ليست مشكلة واحدة تنطوي على إجابة واحدة، إنها قضية معقدة تتطلب حواراً مفتوحاً ومناقشة مستمرة وتعاون دولي ويجب أن نسعى لإيجاد سبل لتعزيز الهجرة الآمنة والشرعية والمنظمة، فنحن في فكر الامة الديمقراطية ننظر على أننا جميعاً أبناء عالم واحد، ويجب أن نعمل معاً لتحقيق التعايش السلمي والتقدم المشترك لنتبنى منهجاً شاملاً في التعامل مع مشاكل المجتمعات من خلال مناقشة تلك المشاكل ومحاولة إيجاد الحلول لها، وكما ذكرنا في سلسلة مقالات سابقة تهتم بمشاكل المجتمع وهما الفساد والبطالة  سنتكلم في هذه المقالة عن الهجرة أسبابها ،أنواعها، تحدياتها، وحلولها.

تعريف الهجرة:

الهجرة تعني الانتقال من مكان الى أخر بشكل مؤقت أو دائم الإقامة، سواء تمت الهجرة من قبل شخص واحد أو من قبل مجموعة من الناس، وقد حدثت الهجرات طوال تاريخ البشرية، بدأت بتحركات أول مجموعات بشرية من شرق أفريقيا إلى مناطق الهلال الخصيب وكان ذلك قبل الاف السنين، وقد تكون الهجرة كالتالي: الهجرة بين القارات او الهجرة بين البلدان او بين البلد الواحد، مثل الهجرة من الريف الى المدينة بحثاً عن فرص حياة أفضل، والبحث عن العمل.

أنوع الهجرة:

هناك العديد من أنواع الهجرة، ومنها:

1-الهجرة الداخلية: هو الانتقال الدائم وتغيير الإقامة الخاصة بالأفراد، وهي هجرة السكان من منطقة الى أخرى في نفس وطنهم، أي في داخل حدود الدولة، ومن الأمثلة عليها الهجرة من الريف الى مدينة.

2-الهجرة الخارجية: هو الانتقال وتغيير الإقامة بشكل دائم خارج حدود الدولة، وهي هجرة الأفراد من وطنهم، أي خارج الحدود الدولة إلى دولة أخرى قريبة او بعيدة عن وطنهم الأم.

3-الهجرة الاقتصادية: وتتمثل في تنقل الأفراد من دولة إلى أخرى بحثاً عن فرص عمل، واقتصادية أفضل قد يكون الهدف من الهجرة الاقتصادية تحسين مستوى المعيشة أو زيادة الدخل.

4-الهجرة العائلية: وتشمل تنقل الأفراد للانضمام إلى أفراد أسرهم او أقاربهم في بلد آخر قد تكون هناك قوانين وإجراءات خاصة للحصول على تأشيرة الهجرة العائلية.

5-الهجرة السياسية: وتحدث عندما يهاجر الأفراد الى بلد أخر بسبب الاضطهاد السياسي أو الحروب والنزاعات في بلدهم الأصلي، قد يتم منح الحماية واللجوء للمهاجرين السياسيين في البلدان التي يهاجرون إليها.

6-الهجرة الدراسية: حينما يسافر الأفراد للدراسة في بلد أخر تكون التأشيرات الدراسية متاحة للطلاب الذين يرغبون في الالتحاق بالمؤسسات التعليمية في الخارج، وهي تعتبر هجرة مؤقتة.

 

أشكال الهجرة:

إن أنواع الهجرة التي تحدثنا عنها تتم عن طريق نوعين من الهجرة هما:

1-الهجرة الشرعية: وتسمى أحياناً قانونية أو موثقة وهي التي تتم من خلال إتباع تعليمات الدخول والإقامة، هي هجرة أمنة بحيث لا يتعرض للخطر ويحمي قانون الدولة المستضيفة المهاجر.

2-الهجرة الغير شرعية: وتشير الى هجرة الأفراد بدون تصاريح أو وثائق قانونية وينتقل الأشخاص المهاجرين بشكل غير شرعي عبر الحدود وبشكل غير قانوني بحثاً عن فرص أفضل، أو لأسباب أخرى وهي هجرة غير أمنة، تكلف الأفراد أموالاً طائلة، وهي عكس الهجرة الشرعية.

تحديات ومشاكل الهجرة:

عندما نقول تحديات الهجرة نحن نتحدث عن تحدياتها بالنسبة للمهاجرين الغير شرعيين كون الهجرة الشرعية تستكمل كافة شروطها القانونية وأهم تلك التحديات والمشاكل التي يواجها المهاجر خلال هجرته وخلال إقامته في بلاد المهجر هي:

1- التعرض للخطر: تنطوي الهجرة الغير شرعية على عدة مخاطر كونها تكون بأساليب غير شرعية مثل خطر البحار حيث تعرض الكثير من الاشخاص الى الغرق في أعماق البحار حيث أطلق على تلك القوارب “قوارب الموت“، وهناك من يتعرض للخطر في الغابات التي يمر بها خلال هجرته بشكل بري.

2-التحديات القانونية: قد يواجه المهاجرون صعوبات في الحصول على تأشيرات إقامة قانونية والامتثال للقوانين ولوائح الهجرة في بلد الهجرة، قد تتضمن هذه التحديات الحصول على الأوراق اللازمة وتقديم الوثائق المطلوبة والالتزام بالمواعيد والإجراءات القانونية.

3-التمييز والعنصرية: قد يواجه المهاجرون تحديات في التكيف مع ثقافة، ومجتمع جديد، وقد يتعرضون للتمييز والعنصرية من قِبل بعض الأفراد أو المؤسسات، يجب أن تكون مستعداً للتعامل مع هذه التحديات والتحدث بوضوح ضد أي تمييز.

4-  فقدان الروابط الاجتماعية: قد يشعر المهاجرون بالوحدة وفقدان الروابط الاجتماعية والعائلية في بلدهم الأصلي، وقد يواجه المهاجرون صعوبات في الاندماج في المجتمع الجديد، بما في ذلك التكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية حيث يكون من الصعب بناء شبكة اجتماعية جديدة وتكوين صداقات في البلد المستهدف.

5- التحديات اللغوية والثقافية: قد يواجه المهاجرون صعوبة في التكيف مع اللغة والثقافة الجديدة، وهذا يمكن أن يؤثر على قدرتهم على التواصل وفهم الأمور المحيطة بهم، قد يحتاجون أيضاً إلى تعلم لغة جديدة وفهم التقاليد والعادات الثقافية لبلد الهجرة.

6-التحديات الاقتصادية والعمل: قد يواجه المهاجرون صعوبة في العثور على فرص عمل مناسبة والتكيف مع نظام العمل والاقتصاد في بلد الهجرة، قد يحتاجون أيضاً إلى إعادة تقييم مهاراتهم وتعلم مهارات جديدة لتحسين فرصهم في الحصول على وظيفة.

7-التحديات النفسية والعاطفية: قد يعاني المهاجرون من القلق والاكتئاب والضغط النفسي نتيجة للتغيرات الكبيرة في حياتهم والانفصال عن الأهل والأصدقاء والتحديات المختلفة التي يواجهونها، قد يحتاجون إلى الدعم العاطفي والمساعدة النفسية للتأقلم مع هذه التحديات، وهذا الشيء قد يستغرق مع بعض الأشخاص عدة سنوات.

8- التحديات الثقافية: قد يواجه المهاجرون صعوبات في التكيف مع القيم والعادات واللغة الجديدة.

هذه بعض التحديات التي قد تواجه المهاجرين، ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن لكل مهاجر تجربته الفردية ويمكن أن يواجه تحديات مختلفة بناءً على ظروفه الشخصية والمجتمع.

تأثير الهجرة:

مما لا شك فيه تؤثر الهجرة بشكل سلبي على البلاد التي يهاجر منها الأشخاص ومن بين تلك السلبيات وقبل الخوض في سلبيات الهجرة علينا ذكر بعض الاقوال عن سلبيات الهجرة:

وبعض الأقوال هي:

“الهجرة قد تؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية والانتماء للبلد الأصلي، مما يسبب الاحتراق الثقافي.”  مالكولم كولم

“الهجرة قد تؤدي إلى انفصال الأفراد عن أسرهم وأحبائهم، مما يسبب الوحدة والاضطراب العاطفي.” نورا جونز

“الهجرة قد تزيد من الاختلافات الاجتماعية والثقافية في بلد الاستقبال، مما يؤدي إلى توترات وصراعات في المجتمع.” سارة جونز

ومن خلال تلك الاقوال يمكننا أستخلاص بعض السلبيات وهي:

1- نقص القوى العاملة: يمكن أن يؤدي رحيل الكفاءات والمهارات إلى نقص في القوى العاملة في البلد الأصلي وهذا يمكن أن يؤثر سلباً على الاقتصاد والتنمية في تلك البلاد.

2- تفاقم الفقر: قد يؤدي رحيل العمالة الماهرة والمتعلمة إلى زيادة معدلات البطالة في البلد الأصلي، وبالتالي زيادة مستويات الفقر وعدم المساواة الاقتصادية.

3- فقدان المواهب والعقول الشابة: قد يؤدي رحيل الشاب المتعلم والموهوب إلى فقدان المواهب والعقول الشابة في البلد الأصلي، ويؤثر ذلك على قدرة المجتمع على التنمية والابتكار.

إيجابيات الهجرة على بلاد المهجر:

 

1- التنمية الاقتصادية: عندما يهاجر أصحاب العقول والابتكارات الى بلدان المهجر، وقيام دول المهجر باستضافة الفئة الشبابية فذلك حتماً يؤدي الى تحقيق نهضة اقتصادية لبلاد المهجر.

2- ملء الشواغر الوظيفية الغير المرغوب بها: حيث يوجد بعض المهن التي يرفض السكان الأصليين العمل بها، وذلك بسبب المكانة الاجتماعية المرتبطة فيها، أو نتيجة انخفاض أجورها، في حين يقبلها المهاجرون، لِذا تفضّل الشركات وأصحاب العمل توظيفهم، ممّا يعود عليهم بالفائدة، كما أنّ عمل المهاجرين في مهن تحتاج إلى قدر منخفض من المهارات، يوفّر في المقابل فرصاً للسكان الأصلين للعمل ضمن المهن التي تحتاج إلى مهارات متعدّدة.

3- تعدّد الثقافات في المجتمع: تساهم الهجرة في تكوين مجتمع ذو تنوّعٍ ثقافيٍّ كبير في العديد من المجالات؛ كالموسيقى، والمطبخ، والأدب، والسياسة.

4-إدخال مهارات جديدة: تُفيد الهجرة البلد المُضيف بسبب المهارات التي قد يتمتّع بها العديد من المهاجرين، والتي قد تكون غير موجودة لدى السكان الأصليين، إذ يُحفّز وجود تلك المهارات الابتكار، ممّا يؤدّي إلى المساهمة بشكل كبير في النموّ الاقتصادي.

حلول الهجرة:

للحد من الظروف التي تدفع الناس إلى الهجرة، هناك بعض الحلول التي يمكن اتخاذها:

1-تعزيز التنمية الاقتصادية: توفير فرص العمل وتحسين الظروف الاقتصادية في البلدان الأصلية للمهاجرين يمكن أن يقلل من الحاجة إلى الهجرة، يجب العمل على تعزيز الاستثمارات وتطوير البنية التحتية وتعزيز القدرات المحلية لتوفير فرص العمل المستدامة.

2- تحسين البيئة السياسية والأمنية: يتعين على الحكومات العمل على تحسين الأمن والاستقرار السياسي في بلدانهم، ومكافحة الفساد وتعزيز حكم القانون، ذلك يساهم في خلق بيئة مستدامة وآمنة يرغب الناس في البقاء فيها.

3- تحسين الظروف الاجتماعية والصحية: توفير خدمات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية عالية الجودة في البلدان الأصلية يمكن أن يقلل من الحاجة إلى الهجرة بحثاً عن فرص أفضل. يجب العمل على توفير فرص تعليمية وتدريبية وتحسين الظروف المعيشية والمساواة.

4- تعزيز الحوار والتفاهم الدولي: يجب على البلدان العمل معاً لتعزيز الحوار والتفاهم الدولي والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، ذلك يشمل التعاون في مجالات مثل التجارة والتنمية وحقوق الإنسان وتسهيل الهجرة النظامية.

5- مكافحة الفقر والتمييز: يجب تقليل الفقر والتمييز وتعزيز المساواة في الفرص والوصول إلى الخدمات الأساسية، ينبغي أن تعمل الحكومات والمنظمات الدولية على تنفيذ سياسات تعزز الشمول الاجتماعي والاقتصادي وتكافح التمييز.

ومثل هذه الحلول يمكن أن تساهم في تقليل الحاجة إلى الهجرة وتحسين الظروف في البلدان الأصلية للمهاجرين.

في الختام وعلى الرغم من أن الهجرة قد توفر فرصاً جديدة وتحسن الظروف المعيشية للمهاجرين وعوائلهم، ولا يمكن نفي ذلك الشيء ولكن بالمقابل يدفع ذلك المهاجر فاتورة باهضة الثمن قد تكلفه حياته.

لذلك علينا مكافحة الهجرة بشتى الوسائل بدلاً من الأسباب التي تدفعهم للهجرة، حيث تقوم الإدارة في  شمال شرق سوريا بمكافحة الهجرة بالوسائل المتوفرة لديها من خلال توفير فرص العمل والتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية من أجل تحقيق تنمية اقتصادية تساعد الفئة الشبابية في ظروفهم الاقتصادية، كما تقوم الإدارة الذاتية بملاحقة الأشخاص الذين يساعدون ويروجون للهجرة الغير شرعية، وتعمل الإدارة الذاتية على محاربة الفساد والبطالة اللذان يعتبران من أحد أسباب الهجرة، وتقوم الإدارة الذاتية بخلق بيئة ملائمة تناسب متطلبات واحتياجات أبنائها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: