الدعاية الإعلامية _ حسام الأحمد
الدعاية الإعلامية Propagandaya medyayê
الدعاية الإعلامية هي شكل من أشكال الإقناع الذي يستخدم غالبًا في وسائل الإعلام لدعم نوع من المشاريع، مثل مشاريع شخصية أو سياسية أو تجارية، من خلال إثارة استجابة عاطفية أو إلزامية من الجمهور. وهي تشمل المشاركة المتعمدة للوقائع والآراء والفلسفات التي تهدف إلى تغيير السلوك وتحفيز الناس على العمل، الدعاية الإعلامية هي أداة قوية يمكن استخدامها لأغراض جيدة أو سيئة. الدعاية هي شكل من أشكال الاتصال الموجه إلى الجمهور لإنشاء وعي أو مواقف أو سلوكيات معينة.
فيما يلي بعض الأقوال التي خلدها التاريخ عن الدعاية الإعلامية هذه الأقوال تعكس الدور المهم الذي تلعبه الدعاية الإعلامية في العالم. يمكن أن تكون أداة قوية يمكن استخدامها للخير أو للشر. من المهم أن تكون على دراية بالدعاية الإعلامية، وأن تكون قادرًا على تمييزها عن الأخبار والمعلومات الواقعية.
“الدعاية الإعلامية هي سلاح القوة الناعمة، ويمكن استخدامها لتحقيق أهدافنا السياسية دون الحاجة إلى اللجوء إلى العنف” القائد عبد الله أوجلان
“الدعاية هي فن توجيه الرأي العام” – جوزيف جوبلز، وزير الدعاية في ألمانيا.
“الدعاية هي السلاح الأكثر فعالية في الحرب” – ويليام ليهي، الجنرال الأمريكي في الحرب العالمية الأولى.
“الدعاية هي فن الإقناع” ألفريد لي بليتز، عالم نفس أمريكي.
“الدعاية هي عملية إحداث تغيير في الرأي العام أو السلوك من خلال الاتصال الموجه” – الجمعية الدولية للعلاقات العامة
“الدعاية هي الطريقة التي يحاول بها الناس التأثير على الآخرين” – جوزيف كابلان، أستاذ علم الاجتماع الأمريكي.
الدعاية الإعلامية عبر التاريخ:
تعود جذور الدعاية الإعلامية إلى العصور القديمة، حيث كانت تستخدم في الحرب والسياسة والتجارة. استخدمت الإمبراطورية الرومانية، على سبيل المثال، النقوش واللوحات الجدارية لنشر رسائلها السياسية. كما استخدمت الكنيسة الكاثوليكية الدعاية لنشر تعاليمها الدينية.
في القرن الثامن عشر، بدأت وسائل الإعلام المطبوعة في لعب دور أكثر أهمية في الدعاية. استخدمت الثورات الأمريكية والفرنسية المنشورات والصحف لنشر رسائلها الثورية. كما استخدمت الشركات التجارية المنشورات والإعلانات لبيع منتجاتها.
في القرن التاسع عشر، أصبحت وسائل الإعلام الجماهيرية، مثل الصحف والمجلات والإذاعة، أكثر انتشارًا. أدت هذه التطورات إلى زيادة استخدام الدعاية الإعلامية في جميع أنحاء العالم.
شهد القرن العشرين تطورًا كبيرًا في الدعاية الإعلامية. مع ظهور التلفزيون والإنترنت، أصبحت وسائل الإعلام أكثر قوة وقدرة على الوصول إلى جمهور أكبر. استخدمت الحكومات والشركات والمجموعات السياسية الدعاية الإعلامية على نطاق واسع في الحرب العالمية الأولى والثانية، وكذلك في الصراعات الإقليمية والدولية الأخرى.
في العصر الحديث، أصبحت الدعاية الإعلامية أكثر تعقيدًا وتطورًا. تستخدم الشركات والحكومات والمجموعات السياسية مجموعة متنوعة من التقنيات والأساليب لنشر رسائلها. تشمل هذه التقنيات استخدام الصور والشعارات والبيانات الإحصائية والخطابات الحماسية
الدعاية الإعلامية من منظور القائد عبد الله أوجلان:
يرى القائد عبد الله أوجلان، أن الدعاية الإعلامية أداة ضرورية في الكفاح من أجل الحرية والعدالة. ويعتقد أن الدعاية الإعلامية يمكن أن تستخدم لنشر الوعي حول القضية الكردية وتعزيز الدعم الدولي لنضال الشعب الكردي بشكل خاص كونهم من أكثر الشعوب التي تعرضت للاضطهاد ولشعوب العالم بشكل عام.
يرى القائد عبد الله أوجلان أن الدعاية الإعلامية يجب أن تكون مبنية على الحقيقة والأخلاق. يجب أن تركز على قضايا عادلة، ويجب أن تستخدم أساليب أخلاقية للوصول إلى الجمهور.
ويعتقد القائد عبد الله أوجلان أن الدعاية الإعلامية يجب أن تكون شاملة وأن تخاطب جميع شرائح المجتمع وسائر المجتمعات البشرية، بما في ذلك الشباب والشابات والنساء والرجال ويجب أن تركز على بناء التضامن بين الشعوب.
أهمية الدعاية الإعلامية من منظور القائد عبد الله أوجلان:
يرى القائد عبد الله أوجلان أن الدعاية الإعلامية أداة أساسية في الكفاح من أجل الحرية والعدالة. ويعتقد أن الدعاية الإعلامية يمكن أن تساعد في تحقيق الأهداف التالية:
1-زيادة الوعي بقضايا الشعوب: يمكن أن تساعد الدعاية الإعلامية في زيادة الوعي بالقضايا التي تعاني منها شعوب الشرق الأوسط بما في ذلك تاريخ الشعب الكردي ونضاله من أجل الحرية والعدالة بشكل خاص والعالم بشكل عام. وتعزيز الدعم الدولي لنضال الشعوب حيث تساعد الدعاية الإعلامية في تعزيز الدعم الدولي لنضال الشعوب من خلال تسليط أنظار المجتمع الدولي الى المجاز والاضطهاد التي تتعرض له شعوب الشرق الأوسط والعالم. فيقول القائد عبد الله أوجلان بهذا الصدد: “الدعاية الإعلامية هي سلاح النضال ضد الاستبداد”.
3-بناء التضامن بين الشعوب: يمكن أن تساعد الدعاية الإعلامية في بناء التضامن بين الشعوب من خلال نشر المحبة والتسامح والتعاون وعدم السماح بنشر مظاهر الكراهية والعنصرية بين شعوب العالم.
أساليب الدعاية الإعلامية من منظور القائد عبد الله أوجلان:
يعتقد القائد عبد الله أوجلان أن الدعاية الإعلامية يجب أن تستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك:
الخطابات والكلمات: يمكن استخدام الخطابات والكلمات لإيصال الرسالة الدعائية إلى الجمهور المستهدف.
المنشورات والكتيبات: يمكن استخدام المنشورات والكتيبات لتوزيع المعلومات الدعائية على نطاق واسع.
الصور والأفلام: يمكن استخدام الصور والأفلام لجذب انتباه الجمهور المستهدف.
وسائل التواصل الاجتماعي: يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور واسع بسرعة وسهولة.
استخدامات الدعاية الإعلامية والأساليب التي تتبعها:
يمكن استخدام الدعاية الإعلامية لأغراض مختلفة، بما في ذلك:
1-الدعاية التجارية: من خلال الترويج للمنتجات أو الخدمات وتستخدم الشركات الدعاية التجارية لبيع منتجاتها وخدماتها وكما يتم الترويج لبيع المنتجات العسكرية والحربية من خلال هذه الدعاية.
2-الدعاية السياسية: تستخدم الحكومات الدعاية لتعزيز سياساتها ومواقفها وتوجهاتها أو مرشح سياسي والانتخابات.
3- الدعاية الاجتماعية: يمكن استخدام الدعاية لتقديم رسائل حول القضايا الاجتماعية الحساسة مثل العنصرية، والتمييز، والتحرش، يمكن أن تساعد الدعاية في تخفيف التوتر والتوتر المرتبط بالقضايا الحساسة، وتجعل الرسائل أكثر قابلية للقبول من قبل الجمهور ومع ذلك يجب أن يتم استخدام الدعاية بحذر، حيث يمكن أن تؤدي إلى تقليل جدية القضايا الحساسة وتقليل فعالية الرسائل المقدمة.
4-التأثير على الرأي العام: تستخدم المجموعات السياسية والمصالح الخاصة الدعاية للتأثير على الرأي العام حول القضايا الاجتماعية أو السياسية.
5-نشر المعلومات المضللة: يمكن استخدام الدعاية لنشر المعلومات المضللة أو الخاطئة، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مستنيرة.
والأساليب التي تستخدم الدعاية الإعلامية هي مجموعة متنوعة منها:
1-التركيز على العاطفة: تحاول الدعاية الإعلامية غالبًا إثارة ردود فعل عاطفية لدى الجمهور المستهدف، مثل الخوف أو الغضب أو الحماس. لذلك يؤكد القائد عبد الله أوجلان على أهمية تركز الدعاية الإعلامية على الحقيقة والواقع فيقول: “الدعاية الإعلامية يجب أن تكون مبنية على الحقيقة والواقع، ويجب أن تخاطب العقل والوجدان، وليس العاطفة فقط”
2-استخدام الصور والشعارات: يمكن أن تكون الصور والشعارات فعالة للغاية في الدعاية الإعلامية، حيث يمكنها تقديم أفكار أو رسائل قوية في شكل ملموس.
3-التكرار: تكرار الرسالة الإعلامية باستمرار يمكن أن يساعد في ترسيخها في أذهان الجمهور المستهدف.
استخدامات الدعاية الإعلامية الإيجابية:
يمكن استخدام الدعاية الإعلامية لأغراض إيجابية، مثل:
1-نشر الوعي حول القضايا المهمة: يمكن استخدام الدعاية الإعلامية لرفع مستوى الوعي حول القضايا المهمة، مثل التغيرات المناخية أو الفقر أو حقوق الإنسان.
2-تحفيز الناس على اتخاذ إجراءات: يمكن استخدام الدعاية الإعلامية لتحفيز الناس على اتخاذ إجراءات، مثل التصويت أو التبرع للأعمال الخيرية.
3-بناء مجتمع أكثر انسجامًا: يمكن استخدام الدعاية الإعلامية لتعزيز القيم المشتركة والشعور بالوحدة بين الناس.
استخدامات الدعاية الإعلامية السلبية:
يمكن استخدام الدعاية الإعلامية لأغراض سلبية، مثل:
1-نشر المعلومات المضللة: يمكن استخدام الدعاية الإعلامية لنشر المعلومات المضللة أو الخاطئة، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مستنيرة.
2-تأجيج الكراهية والعنف: يمكن استخدام الدعاية الإعلامية لتأجيج الكراهية والعنف بين الناس، مما قد يؤدي إلى الصراعات والنزاعات.
3-تقويض الديمقراطية: يمكن استخدام الدعاية الإعلامية لتقويض الديمقراطية، من خلال نشر المعلومات المضللة أو تشويه سمعة السياسيين أو المؤسسات الديمقراطية.
دور وسائل الإعلام في الدعاية الإعلامية:
تلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا في الدعاية الإعلامية، حيث أنها توفر المنصة التي تُبث من خلالها الرسائل الدعائية. يمكن أن تكون وسائل الإعلام فعالة للغاية في الدعاية الإعلامية، حيث يمكنها الوصول إلى ملايين الناس في وقت واحد. لشرح الارتباطات الوثيقة بين وسائل الإعلام والدعاية، يرى ريتشارد آلان نيلسون وهو عالم اقتصاد أمريكي وأستاذ جامعي وعضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم ولد في نيويورك عام 1930 ويرى أن الدعاية شكلٌ من أشكال الإقناع المصاحب للنية في المساعدة في النقل المتحكم به للمعلومات أحادية الجانب من خلال وسائل الإعلام. لا يمكن فصل وسائل الإعلام والدعاية عن بعضهما البعض، باعتبار وسائل الاعلام نظامًا لنشر المعلومات والرسائل ونقلها للجمهور، دوراً في تسلية وترفيه وإعلام الأفراد بالقواعد والقيم التي تضعهم في البنية الاجتماعية. ونتاجًا لذلك، تكوّن الدعاية صراعات بين طبقات المجتمع المختلفة. في الوقت الحاضر، في مجتمع تغمره وسائل الإعلام، تعد وسائل الإعلام المنصة الرئيسية والمنتج الأفضل لتنفيذ أعمال الدعاية والدفع قدماً بالمشاريع، وحاليًا يمكن استخدام كميات مختلفة من الوسائل الحديثة لتقديم الدعاية إلى جمهورها المراد مثل الراديو والتلفزيون وملصقات الأفلام وتوزيعات الموسيقا والهواتف الذكية.
لذلك من المهم أن تكون على دراية بالدعاية الإعلامية، وأن تكون قادرًا على تمييزها عن الأخبار والمعلومات الواقعية.
نصائح تهدف الى التحقق من صحة ما تقدمه الدعاية الإعلامية:
فيما يلي بعض النصائح لمقاومة الدعاية الإعلامية:
1-كن مطلعًا على مصادر المعلومات الخاصة بك: اقرأ من مصادر متنوعة، وتحقق من الحقائق قبل قبول أي شيء على أنه صحيح.
2-كن على دراية بالعواطف التي تثيرها الرسائل الدعائية: قد تحاول الرسائل الدعائية إثارة استجابات عاطفية معينة، مثل الخوف أو الغضب أو الحماس. كن على دراية بهذه الاستجابات، ولا تدع نفسك تتلاعب بها.
3-فكر في الرسالة الدعائية بشكل نقدي: اسأل نفسك أسئلة مثل: ما هي الرسالة التي تحاول الرسالة الدعائية إيصالها؟ ما هي الحقائق التي تستند إليها الرسالة؟ من هي المصالح التي تقف وراء الرسالة؟
من خلال اتباع هذه النصائح، يمكنك مقاومة تأثير الدعاية الإعلامية، واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على معلومات دقيقة.
في الختام الدعاية الإعلامية هي أداة قوية يمكن استخدامها لأغراض جيدة أو سيئة و من أجل غايات سياسية ومصالح دول ولطالما كانت الدعاية الإعلامية وسيلة تبرر بها الدول الاستعمارية والقوموية أعمالها التوسعية والعدائية تجاه شعوب العالم ،وها نحن في شمال شرق سوريا نتعرض لمثل هذه الدعايات الإعلامية من خلال ما تبثه وسائل الاعلام التركية والأطراف المعادية لشعوب المنطقة ولفكر القائد عبدالله أوجلان والأمة الديمقراطية من أخبار لا صحة لها وكل ذلك بهدف إدخال المنطقة في نفق مظلم ودوامةً من الفوضى ولكن المهم أن نكون على دراية بالدعاية الإعلامية التي تستهدف المنطقة حيث يجب تحليل أبعاد مثل هذه الدعايات والغايات منها، وأن نكون قادرين على تمييزها عن الأخبار والمعلومات الواقعية، من خلال ذلك نكون قد استطعنا حماية أنفسنا والمجتمع .