أكاديمية المجتمع الديمقراطي

المؤامرة الدولية وحقيقة القائد عبد الله أوجلان _ مركز البحوث والعلوم الاجتماعية

0 1٬170

المؤامرة الدولية وحقيقة القائد عبد الله أوجلان

إدراك القائد عبد الله أوجلان لحقيقة المنطقة:

لقد أستطاع القائد عبد الله أوجلان، دراسة المنطقة دراسة معمقة من الجوانب السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية وغيرها من الجوانب. وبذلك أستطاع القائد عبد الله أوجلان أن يفهم عمق الحقيقة للمنطقة، والأسباب التي دفعت القائد الى أدارك هذه الحقيقة وفهمها، هي نشأته حيث نشأ القائد عبدا لله أوجلان في عائلة كردية فقيرة في جنوب شرق تركيا، مما جعله على دراية مباشرة بواقع الحياة للمجتمع الكردي. ودرسته للعلوم السياسية والاقتصادية، مما أتاح له فهمًا أوسع للسياسة والاقتصاد في المنطقة. ونضاله من أجل حقوق الكرد، حيث قضى القائد عبد الله أوجلان حياته في النضال من أجل حقوق الكرد، ودراسة تاريخهم، ثوراتهم، التي كانت تنهي على الدوام بانتهاء زعمائها، مما جعله على دراية عميقة بالتحديات التي تواجههم. قراءاته الواسعة حيث يمتلك القائد عبد الله أوجلان ثقافة واسعة، كما قرأ العديد من الكتب في مختلف المجالات، بما في ذلك التاريخ والسياسة والفلسفة. ساعدت قراءاته على فهم السياق التاريخي والاجتماعي للمنطقة. تحليله للواقع، وتحديد الأسباب الجذرية للصراعات في المنطقة. سعى أوجلان إلى إيجاد حلول سلمية لهذه الصراعات من خلال نهج ديمقراطي لامركزي، يؤمن بحرية المرأة ويعطيها الدور الحقيقي والفعلي في إدارة المجتمع والمساواة بينها وبين الرجل. ذلك كله لم يرق للدول الإمبريالية التي وضعت أمام عينيها محاربة هذه الفكر بشخصية القائد عبد الله أوجلان. لذلك كان لابد من هذه المؤامرة التي تخلوا من القيم الإنسانية والأخلاق السياسية التي لا ترعاه الدول الإمبريالية سوى في شعاراتهم.
الولادة والنشأة والتعليم:
ولد القائد عبد الله أوجلان في 4 نيسان 1949 في قرية امارة التابعة لبلدة خلفتي في منطقة(أورفا) روها. وينتمي لعائلة كادحة فقيرة، درس المرحلة الابتدائية في قرية جبين الأرمنية المجاورة لقريته، وأكمل دراسته الإعدادية في بلدة (نيزيب) بمدينة عنتاب، وفي عام ١٩٦٨ أنهى المرحلة الثانوية في المدرسة الأناضولية المهنية لهندسة المساحة في أنقرة.
التحق بكلية الحقوق في جامعة إسطنبول 1970، لكنه سجل فيما بعد في كلية العلوم السياسية 1971 في جامعة أنقرة بعد تأثره باليسار الثوري التركي بقيادة ماهير جايان. وأنهى تخرجه منها بامتياز.

الحياة السياسية للقائد عبد الله أوجلان:
شارك في العديد من النشاطات السياسية اثناء فترة حياته الجامعية وكان أول نشاط سياسي له مع اليسار الثوري التركي، الذي كان ذا موقف إيجابي فيما يتعلق بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره 1970م، وتعرض للاعتقال في أبريل عام 1972 إثر قيامه بمظاهرة احتجاجية على مقتل ماهير جايان ورفاقه التسعة.
وفي نوروز من عام ١٩٧٣ قام بتشكيل مجموعة فكرية من ستة أشخاص تحت شعار “كردستان مستعمرة، وتتطلب الحرية “.
أسس أوجلان مع ثلاثة وعشرون من رفاقه، حزب العمال الكردستاني في 27 ـ 11 ـ 1978 في قرية فيس بديار بكر، وكان ذلك المؤتمر التأسيسي الأول.
وفي 2 تموز 1979 دخل إلى كوباني، ذلك بعد قيام الدولة التركية بارتكاب مجازر بحق أبناء الشعب الكردي، واعتقال كوادر حزب العمال الكردستاني، وبعد كوباني توجه القائد عبد الله أوجلان الى المخيم الفلسطيني في لبنان، وعمل هناك على تحضير الحزب للمرحلة الثورية القادمة وقتذاك. وبتاريخ 15 آب 1984 اعلان القائد عبد الله أوجلان الكفاح المسلح دفاعاً عن الكرد وردا على الانتهاكات التركية بحق الكرد في أعقاب الانقلاب العسكري 12 أيلول عام 1980.
كما طرح القائد عبد الله أوجلان العديد من المبادرات للحل السياسي والديمقراطي للقضية الكردية، وشعوب الشرق الأوسط وذلك ما أكد عليه القائد عبد الله أوجلان، أنه يسعى على الدوام لحل جميع مشاكل الشرق الأوسط ولكن الدول الغربية وتركيا لا ترغب بذلك. ولذلك كان لابد من قيام الأنظمة الدولية بتلك المؤامرة.
أسباب المؤامرة الدولية ضد عبد الله أوجلان عام ١٩٩٩:

1- أفكاره الثورية:
طور القائد عبد الله أوجلان أفكارًا جديدة حول “الكونفدرالية الديمقراطية” و “الأمة الديمقراطية”، والتي تعتبر بديلًا عن النظم المركزية القائمة في المنطقة. اعتبرت الدول أفكار القائد عبد الله أوجلان حول “الكونفدرالية الديمقراطية” و “الأمة الديمقراطية” تهديدًا مباشرًا لأنظمة الحكم القائمة في المنطقة. كما سعى أوجلان إلى إيجاد حلول سلمية للقضية الكردية من خلال نهج ديمقراطي لامركزي، مما أثار قلق الدول من انتشار هذه الأفكار إلى شعوب أخرى. كما تهدف أفكار أوجلان إلى بناء مجتمع ديمقراطي تعددي يحترم حقوق جميع الشعوب والأقليات.

2- ضغوطات من تركيا:
ذلك بعد أن حقق حزب العمال الكردستاني انتصارات عسكرية ضد الجيش التركي، مما أثار قلق الدول من تحوله إلى قوة إقليمية مؤثرة. ممارست تركيا ضغوطًا كبيرة على الدول الأخرى لملاحقة أوجلان وتسليمه لها. هددت تركيا بشن عمليات عسكرية ضد الدول التي توفر الحماية للقائد عبد الله أوجلان.
المؤامرة الدولية:
تم التخطيط لاختطاف القائد من قبل العديد من الاستخبارات الدولية، وكخطوة أولى تم إخراجه من سوريا في 09 ـ 10 ـ 1998، وبين توافق دولي على المؤامرة، تم في 15شباط 1999 تم اختطافه في مطار نيروبي عاصمة كينيا، وتسليمه للدولة التركية.
وبتاريخ 28 / نيسان / 1999 تم تقديمه إلى محاكمة صورية وشكلية لدى المحكمة التركية، تم إصدار الحكم المؤبد بحق القائد عبد الله أوجلان. ومنذ تلك الوقت ولتاريخه والقائد أوجلان في حجرة انفرادية في جزيرة إمرالي وفي عزلة مشددة، ومع دخول القائد الى ما يزيد عن ثلاث سنوات دون أن تسمح الدولة التركية للقائد باللقاء بأهله ومحاميه.
القائد عبد الله أوجلان يفشل مضمون المؤامرة الدولية من سجن إمرالي:
كان مضمون المؤمرة هو ضرب حركة التحرر الكردية في شمال كردستان بشكل خاص، وباقي أجزاء كردستان بشكل عام، وإنكار وجود الكرد، وصهرهم ضمن الشعوب والثقافات الأخرى، لكن القائد عبد الله أوجلان استطاع بفكر النير وحكمته اللا محدودة ان يفشل المؤامرة في الوصول إلى مبتغاها، حيث جعل سجن إمرالي، مركز اشعاع للفكر الحر، يشع منه ضياء فلسفة الحضارة الديمقراطية ونظرية الامة الديمقراطية، في الوقت الذي طرح الكونفدرالية الديمقراطية كحل وكمفهوم يناقض مفهوم الدولة القومية.
حيث بتبني واعتماد كل مجموعة وأثنية وثقافة وجماعة دينية وحركة فكرية للأمة الديمقراطية، سيتم بناء مجتمع سياسي أخلاقي ديمقراطي ايكولوجي حر يتساوى فيها الجنسان. ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة   لمرافعاته الحقوقية والمجلدات الفكر والفلسفة ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر مانيفستو الحضارة الديمقراطية. وبذلك جعل القائد عبد الله أوجلان ذلك اليوم الأسود يوم لحرية الشعوب بكافة مكوناتها، ويوم أسود على الفاشية التركية ومن خلفها وهذه ما نراه أمام أعيننا، ” الادرة الذاتية الديمقراطية في شمال شرق سوريا ” وما تتضمنه من حق الشعوب في إدارة ذاتها، والاحترام بين تلك الشعوب من خلال “إخوة الشعوب” وكل هذه من نتائج فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.