إعداد: خزنة عيسى أحمد _المناضلة لوسي ستون
المناضلة لوسي ستون
لوسي ستون ولدت في وست بروكفيلد في 13 أغسطس 1818 وتوفيت في بوسطن 19 أكتوبر 1893 (عن عمر ناهز75 عاماً). هي ناشطة أمريكية بارزة بالإضافة إلى كونها عضوة في كلٍّ من منظمة (سوفرجت) لحقوق المرأة، وحركة الإلغائية (لتحرير من العبودية)، كما كانت من أشد المناصرين والمنظمين لدعم حقوق المرأة. في عام 1847 أصبحت أول امرأة تحصل على الشهادة الجامعية من ولاية (ماساتشوستس). ناصرت حقوق المرأة وناهضت العبودية في الوقت الذي كانت فيه المرأة منبوذة ولا يحق لها الخطابة أمام الجمهور. عُرفت ستون باستخدامها للقبها حتى بعد الزواج على الرغم من أنه كانت من العادات أن تُلقَّب المرأة بلقب زوجها بعد الزواج.
أسفرت أنشطة ستون التي تخص منظمات حقوق المرأة عن مكاسب ملموسة في البيئة السياسية الصعبة التي عاشت فيها في القرن التاسع عشر. ساعدت ستون في الشروع في اتفاقية حقوق المرأة ودعمتها واستمرت في العمل عليها سنوياً، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات النشطة الأخرى المحلية، والحكومية، والإقليمية. تحدثت ستون أمام عدد من الهيئات التشريعية لتعزيز القوانين تتيح المزيد من الحقوق للمرأة. كما ساعدت في تأسيس جامعة وطنية موالية للمرأة للمساعدة في إتمام التعديل الثالث عشر، وبالتالي إلغاء الرق. وساعدت بعد ذلك في تشكيل الجمعية لمعاناة النساء الأمريكيات، التي أُنشأت لدعم التعديل الدستوري بشأن حق المرأة في الاقتراع على المستوى المحلي وعلى مستوى الولاية.
قدمت ستون محاضراتها الأولى أمام العامة عن حقوق المرأة في الخريف عام 1847؛ محاضراتها الأولى كانت في كنيسة الأخ بومان في غارد نر(ماساتشوستس)، ومحاضرة أخرى في وارن المجاورة. في يونيو عام 1848 أصبحت ستون وكيلة لإلقاء المحاضرات في جمعية (نيو إنجلاند) لمكافحة الرق. وساعدت بعد ذلك في تشكيل الجمعية لمعاناة النساء الأمريكيات، التي أٌنشأت لدعم التعديل الدستوري بشأن حق المرأة في اقتراع على المستوى المحلي وعلى مستوى الولاية.
في عام 1836، بدأت ستون في متابعة تقارير الصحف التي تناولت الجدل الذي اشتعل في ولاية ماساتشوستس واشتُهر (بقضية المرأة). كان الجدل يدور حول الدور الذي يجب أن تلعبه المرأة في المجتمع، وهل يجب عليها أن تكون نشطة وفعالة في حركة الإصلاحات اليومية، وقادت التطورات التي حدثت خلال هذا الجدل الى ظهور فلسفة متطورة لسنوات عديدة بشأن حقوق المرأة.
في إبريل عام 1850، عقدت اتفاقية حقوق المرأة في منطقة (ساليم) في أوهايو، وصدرت عريضة تطالب بتسجيل الاتفاقية في دستور الدولة لضمان حق المرأة في المساواة قانونياً وسياسياً، بالإضافة الى حق المرأة والسود في التصويت. وفي تلك الفترة ألقت ستون خطاباً تشيد فيه بمبادرتهم: (ينبغي على ماساتشوستس أن تتخذ زمام المبادرة في العمل الذي تقوم به من الآن)، نظمت ستون في ثلاثين من مايو 1850 اجتماعاً بالتعاون مع (غاريسون) وناشطين آخرين في الحركة الإلغائية، وتم عقد الاجتماع في قاعة بوسطن (ميلودن)، وهي (أول اتفاقية قومية عن حقوق المرأة). ترأست بولينا رايت ديفيس بالتعاون مع ستون مناقشة جمهور الكبير وعملتا سكرتيرة. تم تعين سبع نساء لتنظيم المؤتمر، قامت كلٌّ من ديفيس وستون بإجراء المباحثات اللازمة للحصول على توقيعات الدعوة، وتعيين المتحدثيين والجمهور.
أثناء حضور ستون الاجتماع السنوي لمحاربة المجتمع للعبودية في إنجلترا الجديدة في مايو 1851 في بوسطن، ذهبت الى معرض تمثال قوة (حيرام) للرق اليوناني. تأثرت ستون كثيراً بتمثال منحوت عندما ألقت كلمتها في الاجتماع في ذاك المساء، وقد تعلق قلبها بالتمثال الذي أصبح رمزاً للأمومة. تحدثت ستون عن لوم الوكيل العام للمجتمع صامويل ماي جر_ لها على الحديث الذي ألقته عن حقوق المرأة في اجتماع محاربة الرق، وردت ستون:” أنا امرأة قبل كوني ناشطة، لذلك يتوجب على الحديث عن حقوق المرأة”. أخطرت ستون ماي بعد ثلاثة أشهر أنها تنوي إلقاء محاضرة حول حقوق المرأة بدوام كامل ولن تعمل في مجال محاربة العبودية. بدأت ستون حياتها مهنية كمحاضرة مستقلة تلقي أحاديثها عن حقوق المرأة في الأول من أكتوبر 1851. حاولت ماي أن تضغط عليها لمواصلة العمل في المحاربة العبودية، وافقت ستون أن تحاضر في جمعية محاربة العبودية في ماساتشوستس في يوم الأحد من كل أسبوع. استخدمت ستون سياسة الدفع لعملها في محاربة العبودية لتغطية مصاريف محاضراتها المستقلة حتى شعرت بالثقة الكاملة لتحمل المسؤولية، وكان ذلك في أطار ترتيبها لمحاضرات حقوق المرأة الذي يخص الالتزامات المالية.
رأت ستون قبل زواجها أنه يجب أن يُسمح للنساء بامتلاك حق تطليق الأزواج المخمورين، وذلك لوضع حد فاصل (للزواج بلا حب) حتى ينمو الحب الحقيقي في نفس الشخص المجروح، فلا يوجد وثاق قانوني له الحق في أن يبقيها، ومهما كان ذلك الرابط نقياً ومقدساً ليس له الحق فقط في أن يكون، بل ليكون معترفاً به أيضاً، أعتقد أنه ليس له الحق في أن يكون حتى معترفاً به. على عكس ذلك للأصدقاء رأي مخالف في هذه القضية؛ فقد كتبت نيتي براون الى ستون في عام 1853 أنها ليست على استعداد أن تتقبل هذه الفكرة حتى لو رضي الطرفان بالطلاق.
لكي نساعد المرأة في تحصيل حقوقها في الحياة بشكل يليق بها ويحفظ لها إنسانيتها ووجودها، علينا أولاً تحدي نظرة المرأة الدونية لنفسها، وذلك لأن المرأة عندما تقتنع أنها إنسان كامل له وجوده، وله الأهلية الكاملة في المجتمع، ويجب أن تتمتع بكامل حقوقها، ستناضل بكل قوة في سبيل تحقيق ذلك.