البطالة
كما تحدثنا سابقاً إننا في نهج القائد عبدالله اوجلان الذي بنى فكر الامة الديمقراطية وكوننا اكاديمية مجتمع ديمقراطي جزء من مشروع الامة الديمقراطية حيث نُعتبر حركة تنخرط بين فئات المجتمع من خلال الدورات التدريبية التي نقوم بها في كافة مناطق شمال شرق سوريا ،وإيماناً منا بفكر القائد عبدالله اوجلان نطرح قضايا المجتمع بكل صدق وشفافية حيث تكلمنا في المقال السابق عن أهم مشاكل المجتمع وهي الفساد الذي يعتبر أساس كل أمراض المجتمع والبطالة التي تعتبر مرض لا يقل خطورة عن الفساد ،والبطالة هي نِتاج الفساد،وهناك العديد من الأقوال المأثورة والاقتباسات التي تُعبر عن البطالة ومخاطرها وأثارها على المجتمعات، ومن أهمها:
- “البطالة هي والدة الجريمة وأم الثورات” كارل ماركس
- “العمل هو الحياة، وعدم العمل هو الموت” بيوتر كروبوتكين
- “البطالة هي الفقر الحديث” ليستر براون
- “عندما يكون الناس بلا عمل، فإنهم يكونون بلا أمل، وعندما يكونون بلا أمل، فإنهم يصبحون خطرًا على المجتمع” جون كينيث غالبرايث
- “البطالة لا تؤثر فقط على من يعانون منها، بل تؤثر على المجتمع بأكمله” آرثر هونسلي
وبذلك إذا ما أردنا أن نُعرف البطالة، فالبطالة تعني حالة عدم وجود فرص عمل للأشخاص الراغبين في العمل والقادرين على العمل. يمكن أن تكون البطالة نتيجة لعدة عوامل، مثل تراجع الاقتصاد، عدم توافق المهارات الشخصية مع متطلبات سوق العمل، تغيرات في هيكل الصناعة، أو قلة الفرص الوظيفية في منطقة معينة، تؤثر البطالة على الأفراد والمجتمع بشكل كبير، حيث يمكن أن تؤدي إلى تدهور الأوضاع المالية والنفسية للأفراد المتضررين، وتقليل الإنتاجية الاقتصادية، وزيادة الفقر والعدم المساواة، وتفاقم الاضطرابات الاجتماعية ،ولذلك عندما نتحدث عن البطالة، فإننا نشير إلى أحد أهم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المجتمعات ويستطيعون أداءها. وتعتبر البطالة ظاهرة معقدة تؤثر على الأفراد والمجتمع بشكل شامل وتسبب البطالة الضغط النفسي والاجتماعي للأفراد في المجتمع ويمكن أن يؤدي البحث المستمر عن وظيفة دون جدوى إلى الإحباط وانتشار الامراض النفسية.
وقبل الخوض في أسباب البطالة وطرق معالجتها وتأثيرها على المجتمع علينا ذكر أنواع للبطالة حيث هناك أنواع للبطالة، وكل نوع له تأثيره الخاص على الأفراد والاقتصاد وأهمها:
- البطالة الطوعية: حينما يكون الشخص قادراً على العمل ويرغب في العمل، لكنه يختار عدم العمل بسبب أسباب شخصية أو اقتصادية، مثل الطلاب الذين يفضلون التركيز على دراستهم أو الأفراد الذين يعتمدون على دخل آخر.
- البطالة الهيكلية: تحدث عندما يوجد عدم التوافق بين المهارات والمؤهلات التي يمتلكها الأفراد ومتطلبات سوق العمل. قد يكون الأفراد غير مؤهلين للعمل المتاح أو قد تكون المهن التي يتخصصون فيها قد تضعف الطلب عليها.
- البطالة الاحتكارية: تحدث عندما يوجد عدد قليل من الفرص الوظيفية المتاحة في سوق العمل بالمقارنة مع عدد الأفراد الباحثين عن العمل. قد يكون ذلك نتيجة لتدهور اقتصادي أو انكماش في القطاعات الاقتصادية المختلفة.
- البطالة المنتجة: تحدث عندما يكون هناك تغيير في طريقة الإنتاج أو استخدام التكنولوجيا، مما يؤدي إلى تقليص حجم القوى العاملة المطلوبة. قد يكون الأفراد غير قادرين على التكيف مع هذه التغييرات وبالتالي يتعرضون للبطالة.
- البطالة الموسمية: تحدث عندما يكون هناك طلب على العمل في فترة زمنية محدودة أو في فصل معين من السنة. على سبيل المثال، العمل في القطاع السياحي أو الزراعي قد يكون موسميًا ويتوقف في فترات زمنية معينة.
أسباب البطالة:
هناك عدة أسباب للبطالة، ومهمتنا كمجتمع هي تحديد هذه الأسباب والعمل على تطوير استراتيجيات للتغلب عليها ومن أهم أسباب البطالة:
- تباطؤ النمو الاقتصادي: عندما يشهد الاقتصاد تباطؤًا في النمو، يتراجع الاستثمار والإنتاج، مما يؤدي إلى تقليل فرص العمل المتاحة.
- عدم توافق المهارات: قد يحدث عدم توافق بين المهارات والكفاءات التي يمتلكها الأفراد والمهارات المطلوبة في سوق العمل. هذا الإختلاف يمكن أن يؤدي إلى عدم القدرة على العثور على وظائف مناسبة.
- الأزمات الاقتصادية والمالية: يمكن أن تتسبب الأزمات الاقتصادية والمالية في تسريح العمالة وإغلاق المؤسسات الاقتصادية، مما يزيد من معدلات البطالة.
- التغيرات التقنية: قد يؤدي التطور التكنولوجي والتغيرات في طبيعة العمل إلى تحسين الإنتاجية وتقليل الحاجة إلى العمالة في بعض القطاعات. هذا قد يتسبب في فقدان فرص العمل للعديد من الأشخاص.
- التوظيف غير المتوازن: في بعض الأحيان، يحدث عدم توازن بين العرض والطلب في سوق العمل، حيث يكون هناك اتجاه لتوفر فرص العمل في بعض القطاعات وعجز في قطاعات أخرى.
- سياسات الحكومة: يمكن أن تؤثر سياسات الحكومة في معدلات البطالة، سواء عن طريق تشديد القيود على الأعمال أو تعزيز الاستثمار وخلق فرص العمل.
- العوامل الديمغرافية: يمكن أن تؤثر التغيرات في التركيبة الديمغرافية للمجتمع في معدلات البطالة، مثل زيادة عدد الشباب الذين يدخلون سوق العمل.
- العوامل الاجتماعية والثقافية: قد تؤثر العوامل الاجتماعية والثقافية، مثل التمييز أو التحيز، على فرص العمل لبعض الفئات الاجتماعية.
معالجة البطالة:
تعتبر معالجة البطالة أمرًا حيويًا لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع ومعالجة البطالة قضية هامة تتطلب تعاونًا بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. ومعالجة البطالة تتطلب جهود متكاملة ومستدامة من جميع الأطراف المعنية.، حيث تحتاج الحكومات والمؤسسات والمجتمع بشكل عام إلى التعاون وتبني سياسات وبرامج فعالة لمكافحة البطالة، هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمعالجة البطالة:
- تطوير القدرات والمهارات: يجب توفير برامج تدريب وتعليم مهني لتطوير قدرات الأفراد وتعزيز مهاراتهم، مما يزيد فرص توظيفهم.
- تعزيز ريادة الأعمال والابتكار: يمكن تشجيع ودعم روح ريادة الأعمال والابتكار من خلال توفير التمويل والمشورة للشباب والمبتكرين الذين يرغبون في إقامة أعمالهم الخاصة.
- تعزيز الاستثمار وخلق فرص العمل: يجب أن توفر الحكومة بيئة استثمارية جاذبة للشركات والمستثمرين، مع تشجيع الاستثمار في القطاعات الحيوية التي توفر فرص العمل.
- تنمية القطاعات الاقتصادية ذات القدرات التوظيفية العالية: يجب تعزيز القطاعات الاقتصادية التي تتطلب قدرات عالية وتوفر فرص العمل المستدامة وذات القيمة المضافة العالية.
- تعزيز الشراكات بين القطاعات: يمكن تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني لتوفير فرص العمل وتطوير سوق العمل.
- تنمية المناطق الريفية والمناطق النائية: يجب أن تركز الجهود على تنمية المناطق الريفية والنائية لتوفير فرص العمل وتقليل الاعتماد على القطاعات الحضرية.
- تطوير برامج التوظيف والتوجيه المهني: ينبغي توفير برامج توظيف فعالة وتوجيه مهني للمساعدة في ربط الأفراد بفرص العمل المتاحة وتوجيههم نحو الوظائف المناسبة.
- تنمية الاقتصاد المعرفي: يمكن تعزيز الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار التكنولوجي لتطوير قطاعات ذات قيمة مضافة عالية وتوفير فرص العمل في هذه القطاعات.
أثار البطالة على المجتمعات:
تؤثر البطالة على الأفراد والمجتمع بشكل كبير، حيث يمكن أن تؤدي إلى تدهور الأوضاع المالية والنفسية للأفراد المتضررين، وتقليل الإنتاجية الاقتصادية، وزيادة الفقر والعدم المساواة، وتفاقم الاضطرابات الاجتماعية.
البطالة لها تأثيرات سلبية على المجتمع، ومن بين الأضرار الرئيسية التي يمكن أن تحدث بسبب البطالة:
- التدهور الاقتصادي: قد تؤدي البطالة إلى تراجع النمو الاقتصادي وتقلص النشاط الاقتصادي، حيث ينخفض الإنتاج وتتراجع الإيرادات الضريبية، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد ويعوق التنمية، وهذه كلها تؤثر بشكل كبير على الاستقرار الاقتصادي للمجتمع. فعندما يكون هناك عدد كبير من الأشخاص العاطلين عن العمل، ينخفض الإنتاج والإنتاجية العامة للدولة، مما يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات الفقر والعدم المساواة. كما أن البطالة تؤثر على إيرادات الدولة من خلال تقليل الإنفاق وزيادة الإعانات الاجتماعية.
- زيادة الفقر: يعاني الأفراد العاطلون عن العمل من ضعف الدخل وصعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والسكن والصحة. هذا قد يؤدي إلى زيادة معدلات الفقر داخل المجتمع.
- تراجع المستوى الاجتماعي: قد يتسبب البطالة في انخفاض رضا الأفراد عن حياتهم وانخفاض ثقتهم في المستقبل. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة حالات الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي. كونالبطالة تعتبر تحديًا كبيرًا للشباب، حيث يواجه الشباب صعوبة في الدخول إلى سوق العمل نظرًا لعدم وجود الخبرة الكافية أو المهارات المطلوبة
- زيادة الجريمة: قد يرتبط ارتفاع معدلات البطالة بزيادة حالات الجريمة في المجتمع. يمكن أن يشعر الأفراد بالإحباط واليأس بسبب عدم توفر فرص العمل المناسبة، مما يزيد من احتمالات الانخراط في أنشطة غير قانونية.
- تدهور الصحة العامة: يمكن أن يؤثر البطالة على الصحة العامة للأفراد، حيث قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض نفسية وجسدية. قد يكون الضغط المالي والاجتماعي الناجم عن البطالة عاملاً مسببًا للأمراض المزمنة وتراجع الرعاية الصحية.
في الختام، يمكن القول إن البطالة تعد مشكلة اقتصادية واجتماعية خطيرة تؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات بشكل عام ولها أثار كارثيةً على المجتمع، حيث لابد من القضاء على هذه الظاهرة بشتى الوسائل الممكنة، وكما لا يمكننا نكران وجود ظاهرة البطالة في شمال شرق سوريا حيث معظم الدول تعاني من هذه الامر، وتُعتبر البطالة من التحديات الكبيرة في شمال شرق سوريا، حيث تؤثر على الاقتصاد المحلي وحياة السكان، وسبب البطالة في شمال شرق سوريا هي:
- 1. الحرب والصراعاتضد التنظيمات الارهابية وعدم سماح الدول والانظمة المجاورة لشمال شرق سوريا باستقرار المنطقة
- نقص الاستثمار: يعاني شمال شرق سوريا من نقص الاستثمار الداخلي والخارجي، مما يؤثر على إمكانية إنشاء فرص عمل جديدة وتنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة.
لمعالجة مشكلة البطالة في شمال شرق سوريا، تعمل الادارة الذاتية على محاربة الفساد الذي هو داء المجتمعات وكما تعمل الادارة الذاتية مع المنظمات الدولية والمجتمع المحلي على تعزيز الاستثمار وتوفير فرص عمل جديدة، من خلال إعطاء الأولوية لتنمية المهارات والتدريب المهني للشباب، وتقدم الدعم للمشاريع الصغيرة في المدن والإرياف وكل ذلك يهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل مستدامة للسكان من أجل القضاء على البطالة.