في كل مؤامرة دولية هناك مجرزة جديدة _ سيبان موسى
في كل مؤامرة دولية هناك مجرزة جديدة
نبذة عن حياة القائد عبد الله أوجلان..
في الرابع من نيسان عام 1949 ولد القائد عبد الله أوجلان في قرية أمارة التابعة لبلدة خلفتي بمدينة أورفا، وقد درس الابتدائية في قرية جبين الأرمنية، وأكمل دراسته الإعدادية في بلدة نزيب بمدينة عنتاب.
ومنذ أن كان صغيراً عرف بشخصيته المؤثرة بين الأطفال حيث كان دائم البحث.
وفي عام 1968 أنهى المرحلة الثانوية المهنية لهندسة المساحة في أنقرة، وعندما كان موظفاً، وسجل في كلية الحقوق بجامعة إسطنبول في عام،1970 خلال تلك السنوات تعرف القائد عبد الله أوجلان على “المراكز الثقافية لثوار الشرق DDKO والشباب الثوري -Dev Genc وتأثر في ذلك الحين بمواقف ماهر جايان الراديكالية، وخاصة فيما يتعلق بحل القضية الكردية، ما دفعه إلى تركه لكلية الحقوق والتسجيل في كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة في عام 1971.
قام القائد عبدالله أوجلان بقيادة النضال والذي اطلق عليه تسمية “حرب حماية الوجود” والتي حظيت بدعم شعبي غفير وكثيف خلال الأعوام 1990 1991- 1992- دعاه ذلك لطرح الحل السياسي والديمقراطي للقضية الكردية بنحو جاد كما أطلق عدة مبادرات للسالم إلا أنها عانت الإجهاض بسبب هجمات ومؤامرات قوى الناتو – الغلاديو، كان آخرها جواب تلك القوى على مبادرة وقف إطلاق النار ومساعي الحل الديمقراطي والتي أطلقها القائد أوجلان في 1ايلول 1998، ب َحبك وتنفيذ المؤامرة الدولية الشنيعة، حيث اضطر القائد إلى الخروج من سوريا بتاريخ 9 تشرين الأول .
أن المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان لا تزال تمارس بأشكالها وأساليبها المختلفة، من تجريدٍ وفرض العزلة عليه في تلك الجزيرة المجردة والمعزولة، حيث تم البدء بالمؤامرة في التاسع من تشرين الأول عام 1998 والتي استهدفت القضاء على النضال التحرري الوطني بقيادة القائد عبد الله أوجلان، وفي التاريخ ذاته من عام 2019 بتاريخ 9 أكتوبر شنت القوات التركيا عملية عسكريا على كل من منطقة سري كانيه / رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض.
رأس العين/سري كانيه في قبضة تركيا للمرة الثانية
سري كانيه / واشوكاني…
مدينة سورية تقع في شمال غرب محافظة الحسكة على الحدود التركية السورية، يعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد، وهي النقطة التي يعبر منها نهر الخابور، تتميز المدينة بموقع استراتيجي، وهي من المدن الأثرية في غرب كردستان، حيث تبعد مسافة85 كم شمال مدينة الحسكة، و90 كم غرب مدينة قامشلي.
تعتبر مدينة واشوكاني لوحة فسيفسائية لأنها كانت تضم أكثر من مكون وهو الكردي، عربي، اشوري، ايزدي، مسيحي، شركسي، أرمني وكذلك الشيشان، كما أنها تعد أحد الأمثلة التي يحتذى بها في السلم الأهلي والتعايش المشترك.
كان يبلغ عدد سكانها 50000 نسمة وكان يعمل معظمهم بالزراعة والتجارة والرعي في القرى المجاورة، ويتبع لمنطقة سري كانيه العديد من البلديات والنواحي والقرى وهي قرية علوك، مبروكة، أسدية، السفح، مختلة، المناجير، والعديد من الأماكن الأثرية ك (تل حلف وتل الفخيرية).
اشتهرت المدينة بينابيعها من أهمها نبع الكبريت وهو نبع مياه معدنية طبيعية وتعتبر ميائها دواء لمعالجة الكثير من الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل، وفقاً لتحاليل التي أجرتها وزارة الصحة السورية سابقاً.
خضعت المدينة المتاخمة للحدود التركية لسلطة الإدارة الذاتية وذلك منذ أن سيطرت عليها وحدات حماية الشعب YPG عقب طرد تنظيم جبهة النصرة المدعومة من تركيا وقبلها الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية حيث كانت الأخيرة قد سيطرت على المدينة أواخر عام 2012 بعد معارك دامت عدة أيام ضد القوات النظامية السورية.
في الفترة الممتدة بين نوفمبر 2012 وحتى سبتمبر2013 تحولت المدينة إلى جبهة صراع عسكري مفتوحة بين الحين والآخر، دخلت كتائب تابعة للمعارضة المسلحة إلى المدينة أبزرها كانت جبهة النصرة، وغرباء الشام والجدير بالذكر دارت أولى اشتباكاتهم في المحطة الشمالية والجنوبية ووصلت إلى حيي روناهي وزافا، اشتدت الاشتباكات في المدينة، حينها اضطر أهالي المدينة ترك منازلهم بعد أن شهدت المدينة قصفاً جوياً، التي راح ضحيتها مدنيون أبرياء من سكان المدينة من جميع الأطراف، بالإضافة إلى عمليات السلب والنهب بحق المدنيين وعمليات الاحتجاز والخطف واستخدامهم كرهائن.
أواخر عام 2013 سيطرت وحدات حماية الشعب على مدينة سري كانيه، وعادت الحياة الطبيعة لسكان المدينة كما السابق، وازدهرت المنطقة بعد أن حل الدمار في كثير من أحيائها بسبب الطيران الحربي والقصف الجوي التي كانت تتعرض لها المدينة أثناء الاشتباكات التي كانت تدار بين الفصائل التابعة للمعارضة، التي كانت تتلقى دعماَ من تركيا ووحدات حماية الشعب.
عادت حركة التجارة في المدينة كما كانت سابقاً، وأصبحت اللغة الكردية لغة الأم في المدارس التابعة للإدارة الذاتية، وتم الغاء اللغة العربية بعد أن كانت اللغة الأساسية سابقاً، وخصص لها ساعة واحدة في اليوم لطلاب الأكراد وكان هناك مدارس لطلاب العرب وكانوا يدرسون اللغة العربية فيها، كاللغة أساسية للتدريس.
بعد الكثير من تلقي تهديدات من تركيا على شن هجومها على مدينة سري كانيه/ رأس العين، حقق اردوغان حلمه للمرة الثانية، ففي 9 تشرين الثاني/ اكتوبر2019 شنت القوات التركية عملية عسكرية أطلقت عليها اسم عملية (نبع السلام )على دخولها لمدينة سري كانيه، بهدف إقامة منطقة آمنة على حدودها الجنوبية واسكان مليوني لاجئ سوري فيها موجودين في تركيا، وبعد اشتباكات طويلة دارت بين الفصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية حتى تاريخ 17 أكتوبر تشرين الأول 2019 تمكنت تركيا من فرض حصار على المدينة والسيطرة عليها، واستشهد عشرات المدنيين كضحايا للقصف الذي رافق الهجوم التركي في المدينة.
في اليوم الأول من دخول تركيا إلى المدينة نزح معظم سكان المدينة والذي كان يبلغ عددهم خمسة آلاف نسمة، بعد تعرض المدينة لقصف جوي ومدفعي وراح ضحيتها عشرات المدينين، واستخدامها الأسلحة المحرمة دولياً بعد أن تم توثيق حالات حروق وصلت إلى مشفى بلدة تل تمر، ولم يتم التحقيق من قبل اللجان الدولية المستقلة في استخدام أنقرة للأسلحة المحرمة دولياً بحق السكان المدينين.
ووقعت تركيا اتفاقاً مع الولايات المتحدة الأمريكية يقضي بتعليق العمليات العسكرية في شمالي سوريا وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية إلى عمق 32 كيلو متراً، وبموجب هذا الاتفاق أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 20 أكتوبر 2019 بسحب جميع قواتها من مدينة سري كانيه، حينها أعلنت الجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا سيطرتها بالكامل على المدينة، بالإضافة إلى مساحات واسعة من ريفها.
وقررت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إنشاء مخيم واشوكاني في بلدة توينه في ريف الحسكة الغربي، لاستقبال النازحين ومساحتها تبلغ أكثر من 650 متر ويستوعب أكثر من 2600 عائلة، يذكر أن الإدارة الذاتية وحدها تقوم بتغطية المخيم بكافة احتياجاتها في ظل غياب كافة المنظمات عن تقديم المساعدات لهم.
لم تعد تسع مخيم واشوكاني لمهجري سري كأنيه بعد أن تم افراغ مدراس محافظة الحسكة من جميع النازحين الذين كانوا يقنطون فيها لعدة أشهر، حيث قامت الإدارة الذاتية بأنشاء مخيم أخر وهو مخيم سري كانيه في حي الطلائع شرقي الحسكة.
تم تجهيز هذين المخيمين من قِبل الإدارة الذاتية بإمكانيات بسيطة على الرغم من افتقارهم للكثير من مقومات الحياة لكن الإدارة الذاتية هي وحدها من تقوم بتغطية احتياجات كلا المخيمين المهمشين من قِبل المنظمات الدولية منذ 2019 وحتى 2023.
تل أبيض/ كري سبي
تل أبيض/ كري سبي، هي أيضا كانت فريسة اردوغان في 9 أكتوبر 2019 التي تم احتلالها مع مدينة سري كأنيه، رأس العين.
تل أبيض/ كري سبي، مدينة سورية تقع في منطقة الجزيرة وتعد إدارياً مركز مدينة تل أبيض، التابعة لمحافظة الرقة والتي تبعد عن مدينة الرقة 100 كم باتجاه الشمال وتتبعها إدارياً ناحيتا سلوك وعين عيسى.
وفقاً لمصادر متعددة يُشكل العرب غالبية سكان مدينة تل أبيض وأقليات صغيرة من الكرد والتركمان، والأرمن.
موقعها استراتيجي على الحدود السورية التركية وفيها معبر تل أبيض، ويعد بوابة تجارية حيوية بين كل من معبر تل ابيض ومعبر أقجة، التي تقع على أحد منابع نهر البليخ.
بعد معارك عنيفة دارت بين قوات سورية الديمقراطية والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، أصبحت مدينة تل أبيض تحت سيطرة المعارضة السورية ضمن العملية العسكرية المشتركة “نبع السلام”، وازداد عدد النازحين بسبب القصف المكثف الذي تعرضت له منذ بدء العملية العسكرية التركية، وتفرق السكان ونزحوا بين مناطق عدة كمدينة الحسكة والرقة وغيرها من مناطق والقرى المجاورة، وأصبحت المدينة شبه خالية من سكان المنطقة.
يذكر أن بعد احتلال المدينة بعدة أيام عاد عشرات الآلاف من اللاجئين الذين كانوا يعيشون في تركية إلى أرضٍ لا ينتمون إليها وتوطينهم في كل من مدينتي تل أبيض/ كري سبي، ورأس العين /سري كأنيه، لإتمام مخططها في عملية التغيير الديمغرافي هناك.
نازحوا رأس العين/ وتل أبيض يأملون العودة إلى ديارهم في القريب العاجل على الرغم من مرور أربع سنوات على احتلالها لكنهم لا زالوا على أمل العودة إلى مسقط رأسهم.