أكاديمية المجتمع الديمقراطي

8 اذار يوم العالمي للمرأة_زلال محمود

0 76

المرأة: روح الإبداع وركيزة المجتمع الحر

إن الحديث عن عيد المرأة لا يجب أن يقتصر على الاحتفاء بدورها التقليدي في الإنجاب والتربية والعناية بالأسرة، بل يجب أن يكون فرصة لإعادة التأكيد على أن المرأة قوة خلاقة، وعقل مفكر، وروح مبدعة منذ القدم وحتى يومنا هذا. فالمرأة لم تكن يومًا مجرد تابع للرجل أو جزءًا هامشيًا من المجتمع، بل كانت دائمًا صانعة للحضارة، وبانية للمستقبل، ومحركة للتاريخ.

المرأة عبر التاريخ: من التهميش إلى الريادة

عبر العصور، لعبت المرأة أدوارًا بارزة في تشكيل المجتمعات، سواء كانت حاكمة، محاربة، شاعرة، أو عالمة. رغم محاولات التهميش والقيود التي فرضت عليها، لم تتوقف المرأة عن الابتكار، فكانت تساهم في بناء المجتمعات سياسيًا، واقتصاديًا، وثقافيًا. واليوم، تواصل المرأة هذا الإرث، مثبتة أنها ليست فقط قادرة على تحمل المسؤولية، بل هي ضرورية لتحقيق التوازن والتقدم.

المرأة الكردية والعربية في شمال وشرق سوريا: نموذج للحرية والإبداع

في شمال وشرق سوريا، تمثل المرأة الكردية والعربية نموذجًا حقيقيًا للمرأة الحرة التي تبحث دائمًا عن حريتها. لم تعد المرأة هناك مجرد متلقية للقرارات، بل أصبحت قائدة، محاربة، سياسية، ومربية للمجتمع بأكمله، وليس فقط للأطفال.

في ظل الحروب والصراعات، لم تقف المرأة الكردية والعربية موقف المتفرج، بل خاضت نضالًا من أجل الحرية والكرامة. كانت في ساحات القتال، في ميادين السياسة، في المدارس والمستشفيات، في الصحافة والإعلام، وفي كل مجال يحتاج إلى قوة التغيير. من خلال المجالس النسائية والإدارات الذاتية، استطاعت المرأة أن تؤكد حقها في اتخاذ القرار والمشاركة في بناء مستقبلٍ مشترك.

المرأة ليست نصف المجتمع فقط، بل صانعة المجتمع كله

ليس كافيًا أن نقول إن المرأة “نصف المجتمع”، بل يجب أن ندرك أنها هي التي تصنع المجتمع كله. هي التي تزرع القيم، تنشر الفكر، تدير الاقتصاد، وتقود التغيير. إن المجتمعات التي تمنح المرأة المساحة الكاملة للإبداع والقيادة، هي المجتمعات التي تنجح في بناء مستقبل مزدهر ومتوازن.

نحو مجتمع يقدر المرأة كإنسان مبدع

لكي نحقق العدالة الاجتماعية الحقيقية، يجب أن نتخلص من النظرة التقليدية التي تحصر دور المرأة في الإنجاب والتربية فقط، فهذه الأدوار جزء من الحياة، لكنها ليست جوهر وجود المرأة. علينا أن نرى المرأة كشريكة في بناء الحضارة، ومبتكرة للأفكار، وفاعلة في الاقتصاد والسياسة والثقافة والفنون.

في عيد المرأة، لا نحتفل فقط بوجودها، بل نحتفي بنضالها، وإبداعها، ومساهمتها الحقيقية في تغيير العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.