أكاديمية المجتمع الديمقراطي

علم النفس – خزنة عيسى

1٬457

علم النفس

ماذا يعني علم النفس؟ وماهي أهدافه ؟

علم النفس هو العلم الذي يدرس السلوك والعمليات العقلية، وهو يهدف أولاً إلى فهم السلوك من خلال الإجابة على سؤالين: “كيف ولماذا” يحدث السلوك، ويهدف ثانياً إلى التنبؤ من خلال الإجابة على السؤالين:” متى ولماذا”، وأخيراً يهدف هذا العلم إلى الضبط أو التحكم ببعض العوامل التي ممكن أن تؤثر في السلوك الإنساني.

من هو أول من أسس لعلم النفس:

سيغموند شلومو فرويد، يُعرف اختصاراً بسيمغموند فرويد، هو طبيب نمساوي من أصل يهودي، اختص بدراسة الطب العصبي، ومفكر حر يُعتبر مؤسس علم التحليل النفسي، وهو طبيب الأعصاب النمساوي الذي أسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث.

علم النفس يعني القدرة على التواصل الفعال اللفظي الشفهي، بالإضافة إلى أنه قادر على التأثير على الآخرين من خلال تعمقه في تحليل الشخصيات واتقانه لغة الجسد.

ومن أهم نظرياته أيضاً ” مصطلح الليبيدو” الذي اعتبره من أهم العوامل المؤثرة في السلوك البشري، ومن أهم مؤلفاته:” كتاب تفسير الأحلام وكتاب مستقبل الوهم، وموسى والتوحيد”.

هل يُعد علم النفس علماً موحداً كاملاً؟

يُعد علم النفس علماً موحداً ولكنه غير متكامل؛ فوحدته جاءت من خلال اتفاق علماء النفس على مبادئه الإساسية وموضوعه وأهدافه وطرق البحث فيه، أما عدم اكتماله فقد جاء نتيجة لعدم قدرته على تفسير جميع الظاهرة النفسية لحد الآن.

أهداف علم النفس:

يهدف علم النفس بشكل عام بشأن أغلب علوم الإنسانية إلى ثلاث أهداف: الفهم، التنبؤ، الضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:

الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.

الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطها بالاستجابات السلوكية المختلفة؛ أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.

التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه؛ أي وضع افتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

 

·      هناك خمس وجهات النظر مثلت علم النفس المعاصر، سوف نذكرها مع شرح موجز للمفاهيم الأساسية لكل وجهة النظر.

·      إن وجهات النظر الخمس التي مثلت علم النفس المعاصر هي:

  1. التحليل النفسي: حيث يهتم بالشخصية السوية واللاسوية، والتأكيد على قوانينها ومحدداتها في الطفولة المبكرة والجوانب للاشعورية وهدفها الأساس هو تقديم العلاج النفسي وعلاج السلوك غير السوي واكتساب المعرفة، ويتم ذلك من خلال استبطان غير شكلي للكشف عن الخبرات اللاشعورية للمرضى والمضطربين نفسياً.
  2. وجهة النظر السلوكية: اهتم بدراسة المثيرات والاستجابات الملاحظة والتعلم، كما اهتمت أيضاً بدراسة الظواهر المعقدة التي لايمكن ملاحظتها مباشرة والصفة الرئيسية لهذا الإتجاه هي إثارة التساؤلات دقيقة جيدة التحديد، واستخدام الطرق الموضوعية، واجراء البحوث الدقيقة.
  3. وجهة النظر المعرفية: تهتم هذه المدرسة بدراسة العمليات العقلية مثل: التفكير والإدراك والذاكرة والانتباه، وحل المشكلة واللغة ومحاولة اكتساب معلومات دقيقة عن كيفية عمل تلك العمليات وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية، من خلال استخدام الاستبطان غير الشكلي لتنمية الشعور الحسي واستعمال الطرق الموضوعية لتعزيز وتأكيد مثل هذا الشعور.
  4. وجهة النظر الإنسانية: يهتم هذا الإتجاه بمساعدة الناس على فهم انفسهم والوصول بإمكانياتهم إلى حدها الأقصى، ومحاولة إثراء حياتهم من خلال دراسة الإنسان ككل بدلاً من تقسيمه وظيفياً إلى فئات مثل الإدراك والشخصية والتعلم، كما اهتموا بضرورة أن تكون مشكلات الإنسان الهامة مثل الابتكارية والتلقائية والالتزام والقيم، هي الموضوعات الأساسية للبحوث النفسية.
  5. وجهة النظر العصبية – البيولوجية: يرى أصحاب هذا الاتجاه أن الأحداث السيكولوجية تمثلها الأنشطة المختلفة التي تجري على دماغ والأعصاب التي تربط الدماغ بالاجهزة الأخرى للجسم؛ فالدماغ هو الذي يحكم كل الأفعال والحركات، ولذلك فقد اهتم أصحاب هذا الاتجاه بدراسة مناطق الدماغ وما يمكن أن يحصل لو تم استثارها وتهييجها،

وما هي نقاط الإختلاف بين علم النفس النظري وعلم النفس التطبيقي؟

علم النفس النظري لا يوجه بالضرورة نحو الوصول إلى نتائج عملية يمكن تطبيقها بصورة مباشرة؛ فقد يهتم المنظِّر في علم النفس بمجرد اختبار بعض الفروض والنظريات بهدف معرفة مدى صحتها، أما مجالات علم النفس التطبيقي فينصب اهتمامها بالتطبيقات العملية المباشرة نتائج دراستهم.

خاتمة عن علم النفس:

علم النفس بدأ كأي علم آخر في أحضان الفلسفة، وأنه فرع من فروع علم يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة، وهدفه بناء مجتمع أفضل قائم على فهم وسلوك الفرد والجماعة. يحظى علم النفس بأهمية كبيرة؛ فهو يعلم كيفية السيطرة على التصرفات والأفعال والتنبؤ بما يمكن يحدث فيما بعد، بالإضافة إلى المساهمة في ضبط السلوك الإنساني والتفاعل مع الآخرين بإسلوب عقلي متفتح، ودراسة علمية للقوانين التي تهيمن على الظواهر الحياتية التي لها تأثير في النفس، وتكون سلوكاً إنسانياً ينتج عن تفاعل سليم بين الناس. حسب رأيي بإمكان علم النفس إقامة الاحترام المتبادل بين الأفراد في المجتمعات.