الاعلام والهجمات على الصحافة الحرة واسكات الحقيقة
الاعلام: هو وسيلة لنقل المعلومات والأخبار والأفكار إلى الشعب. فهو مرتبط بالعديد من الطرق مثل الصحف والتلفزيون والإذاعة والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
حيث إن الواقع الحالي المعاش يحتاج إلى تعريف واضح من قبل الوكالات والأفراد ذوي القيمة. لأن الحقيقة الحالية في العالم اجمع أصبحت اليوم تشكل تهديداً كبيراً للسلطات. فنحن في مرحلة لا يمكننا فيها الوصول الى الحقائق التي لا نسمعها من قبل من وسائل الإعلام المركزية الا من خلال الصحافة الحرة التي تسلط الضوء على الحقيقة.
ومن خلال الشخصيات والمؤسسات الإعلامية البطلة، يمكننا متابعة عمليات الإبادة الجماعية والمذابح وكل تخريب وسوء بحق الشعوب والأمم، وخاصة الشعب الكردي فيما قاساه سابقاً ومازال يقاسيه اليوم. لا يقتصر الامر علينا فحسب، بل يستطيع العالم اجمع الاطلاع على الاعتداءات والهجمات علينا من خلال الصحافة الحرة.
إذا كان الكرد ونضال الحرية موضوع طرح أساسي اليوم، فذلك بفضل مقاومة الشعب والشهداء الأبطال. ونرى أيضًا المجازر التي ترتكبها الدول الفاشية بحق الشعب من خلال الصحافة الحرة. ونلاحظ أن الإعلام المعارض يتستر على كل ما يتعلق بالكرد ووجود الشعب وهويته. كما تشرعن وتبرر المجازر الحالية والهجمات على الثقافة واللغة. لكن الصحافة الحرة تسلط الضوء بوضوح على الواقع والحقيقة الحالية.
لولا الصحافة الحرة، لما كانت الهجمات والانتهاكات التي تحدث في شمال وشرق سوريا معروفة. لذلك، عندما يتحدث المرء عن الاعلام والصحافة الحرة، فمن الضروري تعريفهما بشكل جيد. ومنه يمكن القول إن الاعلام من خلال الإذاعة والتلفزيون والمجلات والصحف والإنترنت والوكالات ينشر ويشارك الأفكار والمعلومات مع الشعب.
الإعلام والرأسمالية: في النظام الرأسمالي ان الاخبار التي يتم تداولها ومشاركتها مع الراي العام، تستمد مصدرها من الثقافة والأيديولوجية السلطوية. فهي الصحافة التي تخدم السلطات وأيديولوجيتها. فهي تخفي الصراعات الطبقية وتشد وتجذب انتباه الراي العام على قضايا مثل الحياة اليومية والترفيه والأزياء وغيرها من المواضيع الاخرى. ويحول انتباههم عن المشاكل الأساسية للمجتمع.
بالنسبة للسلطات الحالية، فإن مجال الصحافة وميدان الإعلام يعتبر بوقاً لنشر أيديولوجيتها. ومن خلال هذا المجال تحاول السلطات كسب تأييد الرأي العام لممارساتها.
الصحافة: ففي نهاية المطاف أن تكون صحافياً ليس بالأمر السهل. ومع الكثير من العمل الجاد والمثابرة على مر السنين، حتى يتطوروا. لهم إرث تعود لعقود من الزمن. أما بالنسبة للصحافة الكردية فهي أكثر صعوبة. إن الذي أوصل الصحفيين الأكراد إلى هذا المستوى ليس فقط مهنته، بل أيضًا إرث بني بالدم والعرق والكدح. ولذلك فإن لها قيمة أكبر في المجتمع الكردي.
نحن نعلم جيدًا أن أعضاء الصحافة الحرة سيواصلون نضالهم دائمًا، وسيكونون دائمًا جديرين بقيمهم، وسيواصلون نضالهم دائمًا في سبيل بلد حر ومسالم. ولكن لكي يكون للنضال والمقاومة معنى، من الضروري أن يتكاتف ويتعاضد الجميع في هذا الإطار.
اليوم، لولا الصحافة الحرة، لكان الأكراد قد صهروا ضمن أيديولوجية غزاة كردستان. فالصحافة الحرة التي تقوم على مصلحة المجتمع تختلف عن الصحافة المنحازة في اللغة التي تستخدمها والقضايا التي تغطيها. لكن هذا الاعلام يشكل تهديدًا كبيرًا للدول الحاكمة أيضًا. لأن الصحافة الحرة تتعارض مع أيديولوجية السلطة. وترفع صوته من أجل مصلحة المجتمع. وتواجه كل يوم محاولات السلطات لتدميره.
في بداية ثورة روج آفا، ضحى العديد من الشهداء والمقاتلين بحياتهم من أجل إرث هذه الثورة. كما تم إنشاء العديد من المؤسسات والهيئات لكي تنمو هذه الثورة يوما بعد يوم. إحدى هذه المؤسسات التي تأسست بهدف تسليط الضوء على حقيقة الثورة والعدو الغاشم هي الصحافة الحرة. وتستهدف الدولة التركية الصحفيين دائمًا لقمع صوت الحقيقة. على الرغم أن قتل الصحفيين يعد جريمة ضد الإنسانية ضمن كافة قوانين حقوق الإنسان. لأن الصحفيين يحتلون المكانة الاهم في المجتمع. لكن دولة الاحتلال التركية ترى أن كل شيء مشروع ومباح لها فهي تستهدف المدنيين والصحفيين بشكل يومي. ومثالا على ذلك، تم استهداف صحفيين مثل كلستان، وهيرو، ونوجيان، ودنيز، ودليشان، ورزكار، واليوم ناظم داشتان، وجيهان بلكين، وعكيد عفرين.
توجه ناظم وجيهان، كصحفيين شابين الى روج آفا من شمال كردستان في السنوات الأولى لثورة روج آفا. أرادوا أن ينقلوا للرأي العام النضال والمقاومة التي شهدتها ثورة روج آفا ضد الهجمات الوحشية التي تشنها الدولة التركية ومرتزقتها. فأينما كانت الحرب والهجمات، كان ناظم وجيهان هناك صوتاً للحقيقة ونبضها. في كوباني وعفرين وعين عيسى وكري سبي وسري كانيه. وكان آخرها في 8 كانون الأول 2024 في سد تشرين وجسر قرقوزاخ.
حيث تم استهدافهم من قبل طائرات دولة الاحتلال التركية. في كل معركة، كانوا يقفون إلى جانب المقاتلين بكاميرتهم وتقديمهم. لقد أصبحوا صوت الحقيقة وألوانها، وأصبحوا صوت وألوان الاعلام الحر. وكان لاستشهادهم إثر ووقع كبير في نفوس جميع الرفاق. طبعاً، استشعر الشعب الكردي بأكمله هذا الألم وجعل من نضالهم هدفا لا يتزعزع. لكن نأمل أن يكون لرفاقنا نفس القيمة عندما يكونون على قيد الحياة، وأن يكون الطريق سالكا أمامهم للقيام بعمل جيد. لكي نتمكن من القول ان الحقيقة هدف نضالنا وان شهداؤنا أرادوا إظهارها ونشرها.