أكاديمية المجتمع الديمقراطي

دور المرأة في مستقبل سوريا _ زلال محمود

الاعداد:زلال محمود

145

دور المرأة في مستقبل سوريا

المرأة على مستوى سوريا تم إبادةها واضطهادها منذ سنوات طويلة وتركت مع العنف وبلا حقوق في المجتمع. ويعود السبب في ذلك إلى آلاف السنين، منذ عهد السومريين، حيث استخدم الحكام والرجال المتسلطون النساء لتحقيق مصالحهم. واستمر ذلك حتى ظهور الديانات التوحيدية، ولعب الدين دوراً رئيسياً في تشكيل القيم الاجتماعية. لكن الطبقات الحاكمة حاولت بكل الطرق استخدام الدين لمصالحها الخاصة. وبذلك أصبح الدين أحد أسباب تدمير المرأة واضطهادها، كما أنهم لم ينظروا إليها كإنسانة، بل كانوا ينظرون إليها بعين الدونية والسواد والوجود الذي يجب أن يضطهد دائمًا وليس له حق في الحياة. ولأن الدين أصبح عاملاً أساسياً في المجتمع، أصبحت المرأة الآن الجنس الذي لا ينبغي أن يعيش حياة طبيعية في نظر المجتمع. وسيبقى تحت الضغط والضرب والاضطهاد والإخفاء. لقد أصبح المجتمع الآن تحالفًا من أجل حقوق المرأة. وإلى يومنا هذا، ما هو السبب وراء تعرض النساء لهذه الأفعال؟ للأسف، لا أحد يعرف. وقد تم اعتبارها فقط وسيلة لإنجاب الأطفال وتحقيق رغبات السلطات والرأسماليين.

وقد استمر هذا لسنوات عديدة، ولا يزال له تأثير كبير على جميع النساء في العالم حتى يومنا هذا. هل تستحق المرأة ما فُعل بها على مدى آلاف السنين، كل جهة تستغلها حسب مصالحها الخاصة؟ أم أن وجود المرأة، بسبب هذه الأفعال والتأثيرات، جعلها تتصرف بخوف وتعيش حياة غير حرة؟ لسوء الحظ، فإن السلطات والآراء الدينية والاجتماعية تفعل العكس، وقد مرت المرأة بمرحلة طويلة من التهميش، وتركت معدومة، ناقصة ، غير جديرة بالاهتمام، وما إلى ذلك.

  • المرأة في الثورة السورية:

هذه العوائق التي واجهتها المرأة دائمًا، وظلت المرأة تعاني منها لسنوات، ولكن اليوم وصلت المرأة إلى مرحلة يجب عليها فيها تحرير نفسها من هذه القيود. ولذلك، ومع بداية الثورة السورية، رأت النساء الآن فرصة للتحرر. وخاصة المرأة الكردية التي أصبحت مثالاً ورمزاً للحرية. لقد أصبح هذا رمزًا ليس فقط للنساء السوريات، بل لجميع نساء العالم. فقد احتلت النساء من جميع المكونات وبإصرار كبير مكانتهن في كل المجالات، مثل الحرب والسياسة والاقتصاد والمجتمع والعلوم، إلخ. وكان لهم دور في إنشاء وتطوير العديد من المؤسسات والمنظمات.

  • دور المرأة في بناء مجالات مثل:

التعليم: تلعب المرأة دوراً هاماً في مستقبل سوريا، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلاد. وفي شمال وشرق سوريا حققت المرأة إنجازات كبيرة في مجالات التعليم والإدارة والسياسة، إلا أن هناك تحديات في مناطق أخرى بسبب العادات والتقاليد التي تحد من دور المرأة.

دور المرأة في تطوير التعليم:

  1. إصلاح المناهج التعليمية لتعزيز قيم المساواة والتعايش المشترك.
  2. تعزيز دور المرأة في التدريس والإدارة لضمان بيئة تعليمية شاملة.
  3. نشر الوعي المجتمعي من خلال الندوات والدورات التدريبية.
  4. تمكين المرأة في القرى من خلال برامج تدريب المهارات السلسة.
  5. غرس مبادئ المساواة والحرية في الأجيال القادمة من خلال دورهم التربوي.

المرأة كقدوة للتغيير:

يمكن للمرأة أن تقود التغيير من خلال نشر ثقافة الحوار ومحاربة الأمية وتطوير الفنون والثقافة. إن مستقبل سوريا يعتمد على تمكين المرأة وتعزيز دورها في بناء مجتمع متطور وعادل.

المجال الاقتصادي:

لقد لعبت المرأة دورا أساسيا في اقتصاد المجتمع منذ العصور القديمة، حيث كانت مسؤولة في المقام الأول عن إدارة موارد الأسرة، بالإضافة إلى دورها في الإنتاج الزراعي والصناعي. مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا اليوم، هناك حاجة لإيجاد سبل لتمكين المرأة اقتصادياً. ولا يهدف هذا إلى تعزيز دورهم الاجتماعي فحسب، بل وأيضاً إلى تعزيز الانتعاش الاقتصادي للبلاد.

المرأة السورية واقتصاد المجتمع:

تمثل المرأة في سوريا ركيزة أساسية لاقتصاد المجتمع. لأنهم يديرون ميزانية الأسرة، ويشاركون في الإنتاج المحلي، ويشاركون في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. حققت المرأة في شمال وشرق سوريا إنجازات اقتصادية كبيرة، حيث أثمرت جهودها عن إقامة مشاريع تعاونية وتنمية مجتمعية مستدامة. وقد ساعد ذلك على تقليل الاعتماد على الاقتصاد التقليدي وخلق فرص عمل جديدة.

المشاكل التي تواجه المرأة في الاقتصاد السوري:

ورغم هذه الإنجازات، لا تزال المرأة في العديد من مناطق سوريا تواجه التهميش والإهمال، مما يعيق مشاركتها الفعالة في التنمية الاقتصادية. ومن أهم هذه التحديات:

  1. التفاوت الجغرافي في الفرص: تختلف الظروف الاقتصادية للمرأة من منطقة إلى أخرى، حيث تتمتع المرأة في شمال وشرق سوريا بمشاركة اقتصادية أكبر، في حين لا تزال المرأة في مناطق أخرى تعاني من نقص الدعم والفرص.
  2. المحظورات الثقافية والاجتماعية: لا تزال بعض العادات والتقاليد تحد من مشاركة المرأة في الأنشطة الاقتصادية، مما يتركها محاصرة بين التهميش الاجتماعي والقبول القسري بوضعها.
  3. انخفاض الوعي الاقتصادي: إن افتقار المرأة إلى الوعي بحقوقها الاقتصادية وإمكاناتها الإنتاجية يشكل عقبة رئيسية أمام تقدمها في هذا المجال.
  4. الافتقار إلى الدعم المالي والتعليمي: تحتاج المرأة إلى مزيد من التمكين من خلال القروض الصغيرة والتدريب المهني لتطوير مهاراتها ودخول سوق العمل بثقة.

لا يمكن بناء اقتصاد مستدام في سوريا دون المشاركة الفعالة للمرأة، فهي تمتلك القدرة على التغلب على التحديات والمساهمة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. ومن هنا فإن من واجب المجتمع وكل مؤسساته دعم وتمكين المرأة، حتى تصبح جزءاً لا يتجزأ من النهضة الاقتصادية المستقبلية لسوريا.

المجال السياسي:

لعبت المرأة السورية دوراً أساسياً في الحياة السياسية، على الرغم من أن هذا المجال ظل لفترة طويلة حكراً على الرجال. قبل الثورة السورية كانت مشاركة المرأة في السياسة ضئيلة، وكانت النساء اللواتي وصلن إلى مراكز صنع القرار يتبنين في كثير من الأحيان أساليب استبدادية مشابهة للرجل، ويبتعدن عن المنظور الإبداعي والنهج المبني على قيم العدالة والمساواة.

لكن مع انطلاقة الثورة السورية، برزت المرأة إلى الواجهة بقوة، وخاصة في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث أثبتت قوتها في مواجهة التحديات والصعوبات السياسية. لقد لعبت المرأة دوراً رئيسياً في تنظيم المجتمع وقيادته، وبناء هياكل سياسية واجتماعية جديدة تعمل على تعزيز الديمقراطية والمساواة بين الجنسين. وفي هذه المناطق، ظهرت نماذج فريدة تضع المرأة في مناصب قيادية، مثل نظام الرئاسة المشتركة الذي يضمن المشاركة المتساوية للنساء والرجال في الحكم.

الخبرة السياسية لقد أثبت واقع المرأة السورية أن الوضع المتدني السابق ليس بسبب نقص الموهبة، بل هو نتيجة لهيمنة النظام الأبوي الذي يفرض حدوداً لقدراتها. لكن هذه التجربة تواجه تحديات كبرى، مثل الضغوط السياسية والصراعات العسكرية، فضلاً عن ضرورة تعزيز هذه الإنجازات لضمان استمراريتها في المستقبل.

نتيجة:

بالنسبة لكل بلد مستقبله مهم، وبالنسبة لسوريا المستقبل المشرق والقائم على المساواة مهم أيضاً. بسبب الحرب والأزمات التي مرت بها سوريا فإن إعادة البناء والتخطيط للمستقبل يتطلبان أشياء معينة. الأول هو أهمية دور المرأة في مستقبل سوريا. إن دور المرأة أساسي في بناء سوريا الديمقراطية، والتأكيد على حقوق كافة المكونات، وحماية حقوق كافة الشعوب، وخلق حياة متساوية وعادلة. كيف سيتم لعب دور المرأة؟ وبأي وسائل سيتم إعطاؤه؟ ومن خلال استغلال فرصها في كافة المجالات، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو ثقافية، أو اجتماعية، أو تعليمية، وغيرها، ستظهر قوتها. لأن المرأة في العصر الحالي كانت وستظل ركيزة بناء المجتمع وتطوره. لأن المرأة أثبتت قوتها وفائدتها في هذه الثورة. أي قرار أو عمل يتم اتخاذه دون استشارة المرأة وموافقتها لا معنى له ولا يعتبر أخلاقيا. ولذلك، من أجل مستقبل سوريا، من الضروري أن تأخذ المرأة مكانها في بناء سوريا بقوتها الذاتية، وأن تُعطى آراؤها وقراراتها الأهمية والاهتمام. لأنه إذا أخذت المرأة مكانها في هذا المستقبل، فمن المؤكد أن البلاد سوف تُبنى على أساس الديمقراطية والمساواة والسياسة والقدرة على حل المشاكل الاجتماعية. وهذا في حد ذاته هدف ورغبة كل مجتمع وكل دولة تتخذ حرية و مصلحة شعبها اساس لها .